ثُــورِي أمَـــامِــي
بينَ الحَشا هَاجتْ شجونُ مواجِعي
حتى إذا اشتَعَلـتْ دَنتْ بـِتَبـَسـّمِ
لـو كان عَهدُ الحبِ فينا نـاطـقاً
لَـسَكبتِ من ماءِ الزلالِ على فَمِـي
لكنْ عهودُ الحبِ فِـينا غـَادَرَتْ
أضـحتْ كَـلاماً عـابراً لا يَنتَمِـي
لله درّ الـقلبِ من عَطَشِ الـهوى
يَبقَى صَـريعاً حولَها لم يَـحتَـمِ
مَـانـالَ مـنّـي حـُبّـهـا أبــداً ولا
عَجِزَتْ عَلى الايفاءِ كلُ مَزاعِمـي
لو ذقتُ طعمَ الحبِ حقاً والـهوى
ما قد غَصَصتُ الماءَ طعمَ العَلقَـمِ
هَيهاتَ يأتِي الحبُ صَـرحاً عَـامراً
إذ مـا تَـلوكُ الـصـبرَ أمّ الـهَـيـثَمِ
جَاءتْ لكِ الافياءُ عِـطراً طـافِحاً
عَطشى فيافي القلبِ لولا تَعلمِـي
بِتنا عُطاشَى والهوى يَـبقى نَـدِيْ
يستنجِدُ العشاقَ قلـبي الـمُغـرَمِ
ثُوري أمامي واصبَحي بدرَ الدّجى
لو تربُطي خَيطَ الهوى في مِعصَمِـي
جاءتْ تَجُرُ الحسنَ من رأدِ الـضّحى
غَـنّى الرّياضُ بفرحَـةٍ وتَـبَـسـُمِ
شِـعري يـُغازلُ حُسَنها مـُتَفَرّداً
هذا كلامُ الحبِ من قلبي الظّمِـي
ونَسَجتُ شِعراً من فَضائلِ حُسنِها
حتى رَماني الحسنُ فوق الأنجُـمِ
مـَن لي إذا سكَبَ الـجمالُ بِـشَهدِهِ
أبقى أذوبُ بِـلوعـَتِـي وَتـَرَنّـمِـي
جاءَ القَريضُ يَلومُني في حُسنِها
حتّى دَعـانِـي الـكُلُ بالـمَتَـكَلّـمِ
فَشَرِبتُ كَأسَ الـحُبِ خَمراً شَهدَهُ
مَـا كـنـتُ أعـلَـمُ أنّـهُ دُونَ الـفَـمِ
حَـارَ الـيـَراعُ بـِفَـنِـّهِ مُستَرسِماً
وجهَاً صَـبوحاً مثل زَهرِ الـعَنـدَمِ
طَـلَبَتْ فُـؤادي قَـبلَـها كُلُ النـِّسا
قد رَدّ قلبي عِـشقـَهُنّ الـمُلـهـِمِ
ما شَـدّني عِـشقُ الـنِسَـا إلّـا بِها
مَـلَـكَتْ فؤادي دونَ إذنٍ الضـَيغَـمِ
أغفُو أراها الـبَدرَ في طـَي السّمـا
وتُـعطيكَ مـِسكاً دافِـئاً كالـبَلـسـَمِ
مَـلـّكتـُهَـا قـلـباً سِوَى مِفتَاحـِهِ
كَـي مَـا تَـسُدّ الـقلبَ كي لا أنـدَمِ
يــاسـر مـحـمّـد نــاصـر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور