الأحد، 18 سبتمبر 2016

الزاهد .. بقلم الشاعرة / زكية أبو شاويش

الزاهد
تحت  العباءةِ  خافقٌ___في كلِ  حينٍ  ينبضُ
يهفو لكلِّ  محامدٍ___    في فيئها يتريَّضُ
قلبٌ على سُنَنِ الهُدى___يحيا  وفيه تعرُّضُ
هذي  بدايةُ  زاهدٍ ___ كلُّ المزاح سينقُضُ
نزعَ الدُنى من  قلبِهِ___لو ما  يراها تعرِضُ
كان  الحياءُ فريضةً___والحِلْمُ  لا يُتَعَوَّضُ
فتراه  يمضي  حالماً ___يأوي بصدرٍ ينهِضُ
شرحاً  لكلِ خبيئةٍ ___ والفضلُ فيها يخضضُ
قد  كان  في تطوافِهِ___بالصَّبر  عينٌ تغضضُ
ولمن تعرَّض بالخنا___ستراهُ دوماً يُعرِضُ
قد  ذلَّ  منهُ كلامُهُ ___ بالسترِ إذ يتمضمضُ
يصبوإلى ترك الجوى___ إن للأحبَّةِ  يُفرَضُ
في البعدِ راحةُ عائذٍ___  بالله  إذ  يتعوَّضُ
هذا  شفاءٌ  عاجِلٌ ___  من  كلِّ داءٍ  يعضضُ
والحبُّ يملأُ صدرَهُ___  من عفَّةٍ  لا  يحمضُ
مُتَجَدِّداً  مُتَبَتِّلاً  ___     مِحرابُهُ  يتمخَّضُ
في كُلِّ يومٍ قربةٌ___     للَّهِ  فيها  يركضُ
وتقرُّبٌ  بتخشُّعٍ ___    شيطانُهُ  من  يبغُضُ
ذرفت عيونٌ دمعَها___ في ليلةٍ  إذ يُقرضُ
والنَّومُ  يسحبُ  قلبَهُ___يُغشى  عليه ويمرضُ
هذا عطاءٌ  عاجِلٌ ___  للخير قد لا  يُنقضُ
حلَّ الهناءُ  بلحظةٍ ___ في  عالَمٍ  يتقوَّضُ
والحرُّ  في أثوابِهِ ___  طهرٌ فلا  يتخوَّضُ
لايرتجي  من  سائلٍ___سؤلاً وفيه تبَعُّضُ
فالشَّوقُ حلَّ  جلالُهُ ___ إذ بالعنايةِ يُجهضُ
تلك  المنابِرُ  نورُها___  من نورعرشٍ يفرِضُ
مع  حِِّبهِ  مُتَنَعِّماً ___    إنَّ الخلودَ مُرَوِّضُ
من كان في شعثٍ بلى___بالزَّهرِ روضٌ ينفضُ
صلَّى  على هادٍ وما___في  ذهنِهِ من ينغُضُ
بالوصلِ  من أقرانِهِ___أو بالقطيعةِ يُرفضُ
صلُّوا عليه وسلِّموا___ما  دام عِرقٌ ينبِضُ
السَّبت  8  ذو  الحجَّة  1437  ه
9  سبتمبر  2016 م
زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور