الاثنين، 24 سبتمبر 2018

قصة واقعية//عفاف العرابي

قصة واقعية
في الأماكن القديمة...
صنعوا أرجوحتي
في الحديقة وسط العشب ..
كنت أضرب لها موعد
الصباحات والمساءات
أتسلل إليها برفق
تغمرني فرحة بريئة
تعانق جسدي الصغير.
فأستسلم للريح
خصلات شعري تتطاير
تدغدغ وجنتاي
وجوانب الفستان
تلامس العشب الاصفر
تعانق أيامي الذكريات الجميلة
أغازلها عند المساءات

وأداعب على مقعدها
أسرار الطفولة
تؤنس وحدتي دمية الخش
المصنوعة من القصب
تتعالا ضحكاتي تحيط
بي أزهار الربيع الصفراء
تتعالا صرخاتي مرات
كنت أسرق اللحظات
من الأرجوحة
أسامرها عن الدمية
ولعب الأطفال
كنت أحكي لها عن علقة المعلم
عندما لا أحفظ الدرس
كانت أذنا صاغية صامتة
تبتسم عند ابتسامتي
وتتدحرج عند تسلقي
مقعدها الخشبي
ترفعني الى السماء
أغمض العيون
أستسلم في سبات للنوم
كان مقعدها مملكة عرشي
يتوجني أميرته الحالمة
كانت عالمي الممتع
علمتي كيف أحلم
وكيف أكتب شعرا
علمتني كيف أكبر

لكنها خانت عهدي في أحضانها
وكذبت
لم تخبرني عن اللحظة
لحظة تصير مجرد ذكرى
يأخذني الحنين اليها....
كنت أظنها لن تركن بين حاجيات الماضي
لن تصدأ أعمدتها
التي عانقت أحلامي
ولن يبدد الزمن لون مقعدها الخشبي
ذاك العرش الذي طالما توجني
اسعدني..
علمني أن الأشياء القديمة تركن للماضي في صمت..
ولا تسير معنا الى موعد البلوغ
ولا تحظر موعد أعراسنا...

بقلمي عفاف العرابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور