الجمعة، 28 سبتمبر 2018

البعد الثالث/ بقلم الشاعر عادل ابو زيد

البُعد الثالث

أدمنت البُعد
 فلا تقتربي
أدمنت الصبر
شراب المقهورين
أدمنت البُعد 
فلا تقتربي
فالوصل سيقتل قصتنا
وأنا أدمنت البُعد
وصار هواية
فالبُعد كما الشيطان غواية
البعد لمن لا يفقه آية
البعد عن  الاشواق وقاية
البعد عن الإغواء هداية
ولذا أمنت البُعد
يا من كتبت لأجلها كلماتي
يا أغلى من  كل الدنيا 
يا اقرب حتى  من ذاتي
لا تسخري مني
 فأنت حياتي
أنا من بذلت العمر 
في طلب الرضا
أنت الهوى أنت الزمان الأتي 
من أجل عيونك مولاتي 
أدمنت البعد
أنت البُعد الثالث في مرآتي
فالبُعد الملموس الكائن
والبُعد المحسوس الساكن
في أعماق القلّب
الروح العقل الباطن
لكن – ما بين البُعدين
تقفي أنت بعداً ثالث 
أنتِ اللون الغائب
من ألوان الطيف
لا ... بل طيف" من ألوان
قد تدهشكِ .. رسالة عشقٍ
من مجهول.....
قرر أن يتخذ البُعد .. بداية
قد تقفين ببعض من أسطُرها
مثلا .. حين  يقول:
أدمنت البُعد...
البعد غواية
أو حين يقول :
أنتِ البُعد الثالث
لا تندهشي .. ذاك قراري
وإليكِ أكتب أشعاري
فعيونك ..آهٍ لو تدري
ماذا فعلت؟
وخدودكِ .. آهٍ لو أدري
كيف اشتعلت ؟
والجسم الدوّار .. المسرف
في التِلفاف
فعيون هرّابة خوف
تتهادى .. كسحابة صيف
كي يبصرها كل الناس
 ظلالاً أو أمطار
وأنا وحدي .. ألمسكِ نار
تزداد لهيباً وأوار
ولأني لم تدركني .. قطرةُ ماءٍ
كي أطفئها
أدمنت البُعد .
يا آخر من طرقت
 قلبي .. والأولى
أدمنت البُعد.. وبعدي 
حباً ووسيلة
لا تندهشي
 فأنا لا يرضيني 
من كل الأدوار 
غير العاشق
ولأني في عشقك غارق
آثرت الصمت
وبرغم التوق الى الحرية
فحصوني تسقط في نظرة
من تلك الشقراء النضرة
تلك القمرة
كي تستعمرني أحلامي
في أسر الحب ..
أرقص فوق ثلوج القطب
 فلا أهتم
أنت الغاية من أحلامي 
أنت الحلم.
كان البُعدُ .. جفاءَك أنتِ ..
وأنا أدمنت جفاءَك
ولذا .. أدمنت  البُعد
عادل ابو زيد ١٩٩٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور