.......... سُــلََـيـمَـه
.
وَذِفَـتْ سُـلَـيـمَـةُ و الغِـفـارُ سَبى لها عِـصَـمَ الجَـمـالِ و مِـرَّةَ الجَـبَــلِ
جَـبـلـيــــة العَـيْنَيْـنِ نُطْـفَــة سَـلْـسَـــلٍ لَــذِّ هَـمـى من حَـوْمَــــلِ الأزلِ
يَمَنَ الجَـــلالُ على الـنِّـصــالِ بمَـيْسَـمٍ أسِــرَ السَّــنا من سالفِ الأجَـلِ
أرِبَ السُّــلَـيْـمَـةَ حَـيْــدَرٌ من سَــبطِـها مَـضٌ أحـاقَ نجــائِبَ الـغَـــزَلِ
فـهَـمَـتْ كـظَـبْـيَـةِ جـؤذُرٍ في عِـفَّـةٍ بين الـغَـــديــرِ و مَـوكِـبِ الـرَّتَـلِ
لَــــدُنَ الفُــؤادُ لِـمَنْ أثـــارَ غـلـيـلَـهــا و شَـدَى الهَــزارُ بغُـنَّـةَ الـرَّمَـلِ
هـــاذي سُــليمةَ كالـجُـمانـة بُـرْدُهــا قُـطُــفٌ من الأنْـــوارِ و الـنُـــزُلِ
لن تُسْــتباحَ و لن تحــوبَ و لم ينـلْ من شَــوْبِهـا من جــاسَ بالـدَّجَــلِ
.
سَـــمْـراءُ تنعَـتُ بالـنَّـواعِــسِ حُـسْنهـا غَـزَلاً و زِقُّ الــرَّاحِ يَحْـتَـــدِمُ
حـتى و إن سَـــجَـمَ العَـفـاف زِمـارَهـا لن يستجيبَ لـصَـمْـتها النَّـهَــمُ
فـمِـنَ الإبــائَــةِ أنْ يـــذودَ عِـصــامُها عن كُـلِّ إربٍ شـــابَـهُ النَّـــــدَمُ
أزِفَ الــرِّواءُ إلى سُّــلَـيْـمَةِ حـينـما طَـفِـقَـتْ على قَــسَـماتِهـا الحِـمَــمُ
فـترَدَّمَت كُـلُّ العَـرائك و ارتَـوت من شَــوْبِـها الأغْــــلالُ و الهِـمَـــمُ
و الــدَّمْــعُ آذَرَ و الحَـنينُ مَـرامَــها حـتى أفـــاءَ لـصَـمْـتِـهـا الصَّـمَــمُ
و رَوَتْ عـلى جُـدُرِ الـزَّمانِ مَضيضَها فـتَــناجَـدت بنِِـصـالِها الـنِّـقَــمُ
رَجَــزَتْ عُـيـونُ الـعـابِـرينَ لِحــاظَـها قـتهـادَنَـتْ بـنِـجــادِهــا القَـــدَمُ
.
الَّليلُ عَـسْـعَـسَ يا سُــلـيـمةَ و الهَـوى يَـشْـبُــو و نـارُ العِـشْـقِ تَـتَّـقِـــدُ
داحَـتْ قُـطـوفُـكِ و الَّلطـائِفُ كالـرُّبَى و شِـفافُ غِـمـدُكِ زانَها الرَّغَـدُ
و اللَّحْــظُ أوْسَــنَ و الشِّـــفـاةُ تَخَــثَّرَتْ شَـــوقًـا لإرْبٍ مـــازَهُ الـجَــلَدُ
خَـمْــرُ الـنَّـواهِــدِ يـا سُــلَـيْـمَـةُ و الَّلمَى مَـشْـجٌ مِنَ الصَّـهْـبـاءِ يطَّــرِدُ
و الـظَّـيُّ مِــلءُ الـوَجْـنتين مُـحَـــدَّبٌ غَـضٌ أمـــاطَ غُـلولَـهُ الـرَّشَـــدُ
و لـقـدْ أتَـيْـتُـكِ و اصْطَـفَـيْـتُـكِ مِـثْـلَـمــا قـيـسٌ و لـيـلى زانَــها الـرَّأدُ
آهٍ و عَــوْلُك و المُـــدامُ و ما هَــمَى من سَـــكْرةٍ يَـنْـضَى لـهـا الحَــدَدُ
قُـولي لِـزَوْلِكِ و العَـشـائِـرِ أَنَّني . صَـبٌ . فـكـبـفَ الصَّبُ يُـنْـتَـقَــدُ ؟
.
لالت سُــليـمةُ و الحَـنينُ سَــبى لها غَــزَلاً يمــيزُ بـجَــرســـهِ الخَـبَبُ
نَـظْـــمٌ تـهَــلَـلَ كالغَـــديــرِ مُـرَتَّـــلا بين المُـــروجِ يَـخــــالُـهُ الحَـبَـبُ
آبَ الفــؤادُ إلى الجُــمـانــةِ ضـــاويًـا غَــضًــا يراودُ سَــعْـيَـه الـصَّبَبُ
آنَ الـفِــراقُ فـرانَ بُـغْـيَـةَ من هَـوى عَـسْـــفًا و آسَ غَـلـيـلَـهُ الوَصَـبُ
داجَـتْ مَـنــاراتٌ الـسَّــماء و ما خَـبــا جُــرْحُ العَـلـيـلِ فـعـافَـهُ الأرَبُ
و الـيــومُ مــاهَ المشْـرقَـين مـنـــارُهـا فــتردَّمَـتْ من هِـــلِّـها الحُـجُـبُ
نُـور يَـعُـــمُّ الأخْـضَـرَينِ مُـنَـضَّــدٌ نـورٌ تَـفــيء لـسِــحْـرِهِ الـشُّــهُـبُ
فعـلى الوِصـابِ تواتَـرتْ عَـبراتُها و على الـوِصالِ تحَـلحَـلَ النَّصَـبُ
.
وَجَـمَـتْ عُـيـونُ الغـانِـيــاتِ لـسِـحْـرِها و الواشــيـاتُ بـواعِـثُ النَّمَــمِ
و الـنَّـابِـيـــاتُ غَـبـــائِنٌ تَـنْـضَى لهـا بـوشــــائِـجِ الإزراءِ و الـنِّـقَـــــمِ
يـا من أتيتَ كمـا العَـسِـيـسِ تـشــوبَها عُـــدْ للعَـسُـوسِ دُمـامَـةُ الَّلـمَــمِ
فـسُــليمةُ الأعْـــرابِ نَـفْـلٌ من ســنـا قَـبَـسٍ أنــــار غـيـاهِـبَ الـدُّجَـــمِ
هلاَّ عَـزَفْـتَ عن المُجـونِ كراهـبٍ رَدَنَ الـوَراعَــةَ في خُـطىَ القَـــدَمِ
هـــاذي سُــلَـيْـمَـةَ لَنْ يفـيـئ سُــلافُــها إلا لـشِــرْبَــــةِ فــارِسِ الـقَـلَـــمِ
لن تُـسْــتهامَ لصَــلْـدَمٍ من شِـــعْـبـها ما جــاسَ بين فـرائِــــدِ العِـصَـــمِ
كالعـيـسِ بين الصَّـافـنـاتِ حَـمـائِــمٌ و على النِّـجــادِ روائِـسُ الـقِـمَـــمِ
.
قُــمْ للـمَـلـيـكَةِ و امْـتثِـلْ لجــلالِها و ارْغَـبْ عَـن الإسْـــلاءِ و الوَسَــلِ
مـا دُمْـت أهـــلا للمُـروءةِ و السِّـوى فاعْـدِل عن الإضْـواءِ و الجَــدلِ
قُــــمْ للأصــــالـةِ إن أرِبْـتَ زمـــــارَهــا إنَّ الـسُـــلَـيْـمَـــةَ دُرَّةُ الأَزَلِ
و اسعى كـسَعْي الـمـاجـدينَ مُـحَـجَّـلاً كالجـيدِ صَــوْبَ روائِـسِ الـتُّـلُلِ
هي كـالجُـمــانَــةِ جَـلَّ من يسْـعى لها إن جــاءَ صِــنْـوَ البـاقِــرِ الـوَذِلِ
يــا ويحَـها و الـخَـيْـلُ راسَ عِــقـالَها و الحَـزْمُ يـمـقُـتُ صَـولةَ الإبِــلِ
و الـمُـوْرِيــاتُ سَــوالِـمٌ في سِـــرْبِـها و الـعـاديــاتُ عَـرائِـسُ الجَــبـل
إنَّ الفَـراسَـــةَ و الحَـصَافَـةَ سَــمْتُها و كــذا الصَّــبابَـةَ مَوئِــلُ الغَــزَلِ
.
بقلمي فارس الأشعار دكتور رؤوف رشيد
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور