الأحد، 23 سبتمبر 2018

في حضنها /// بقلم الشاعر عادل أبو زيد

في حِضنها

بجمالها تلقاك
بالسحر العجيب
وبحمرة الأفق
المخضّب بالمغيب
بمراكب الشمس العتيقة
والسنابيك الدقيقة
والفلائك  والخلائق
والصبايا حين يغسلن
الثياب بجرفها
مازلن يسكنّ
العِشاش الخوص
هل أنت محض بحيرة؟
ماء وأسماك
وبرديّ وبوص؟
وضجيج أطفالٍ صغارٍ
يملأونك بالصياحْ
ومكبرات الصوت
نادت بالمساجد
حين حلّ الفجر
"حي على الفلاح"
يمضي الجميع
الى الفلائك والمراكب
مسرعين
و"الغَزْلُ" من أكتافهم متدلياً
وشفاههم صارت تردد عاليا
الوِردَ في دُبُرِ الصلاة
تسبيحة تكبيرة والحمد
دوما للإله
الفجر في بلدي حياة
لشهامة الشبان
تشتاق البحيرة 
شوقَ يافعة الى
خِلٍّ هواها
تتراقص الامواج طربا
حينما ترى المراكب
غادرت  مرساها
يا مهبط الطير
المهاجر في الشتاء
طلب اللجوء اليكِ
من برد الشمال
فدب دفئك في الدماء
يا عابرا بجوارها
إن جئتَ يوما  زائراً
لا تنتظر منها سريعا
أن تبوح بسرها
فاذا رأت فيك المتيم
سوف تفتح
يا حبيبي قلبها
وستختلف رؤياك
حين تزورها
وكأن عينك لم ترَ
في الكون
سحرا مثلها
في العشق كانت ملهِمة
مجنونة ومتيّمة
شهدت على ميلاد
أول نطفة بجنين قلبي
وباركت كل العهود
وكم بكيت بحضنها
وشكوت من مر الجحود
همست بأذني يا فتى
لا تبكِ موجا لا يعود

مستر عادل أبو زيد

#بحيرةالبرلس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور