الأربعاء، 29 أغسطس 2018

في حضرة النسيان.../// بقلم الشاعرة سميا دكالي

في حضرة النسيان 

أيها النسيان رجوتك أن لا تتركني أسيرة نفسي
مد لي يدك كي أجول وأتوه بين دروبك 
أريد أن أتنسم عطرا غير ما اعتاد عليه فؤادي
أن أقطف ورودا وزهورا من بستانك 
ربما سأجد في رحيقها دوائي
أريد أن أحمل إسما غير الذي أنا عليه
أن لا أشبه نفسي بل أشبهك
تظل دوما مدهشا أنت مع البدايات
إلا أنك تتملص لتختفي مع النهايات
ربما نسيانك مقتصرا على أشياء تحملها في حقيبتك
هكذا أنت تعودت أن لا تأخذ سوى أشياء تافهة معك
لتتركني في نفس مكاني وتبقي لي أشياء غيرها
وأنت تتلذد بحزن تلك الأشياء وهي معي
طرقت كل أبوابك فأوصدتها في وجهي
قد يبدو لك الأمر سهلا أن تتركتي بين صفحاتي 
أقلبها كل حين وحين لتظل ثقلا على كاهلي
أعرف أنك تعشق الحرية فأنت منها وإليها
وما أنا سوى امرأة عاشت تبحث عنها
وكلها لهفة أن تتحرر من أشياء لم ترحل
لكن لن أمل فأبوابك لن تظل موصدة
وأنا سادخلها غصبا عنك لأفرغ باقي أشيائي
وأدير ظهري عنها دون رجعة فأعيش بسلام

         سميا دكالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور