(( وطنى ))
حزمت حقائبي وتعلو وجهي البسمة
وتغمر كل أرجائى سعاده مالها همسة
سأرحل من منبتي إلى عشقي
إلى وطني
إلى مدني التى أهوى
فقلت : ترى بمن أبدأ ؟
بأرض الشام والياسمين
أم بعراقي بلاد الرافدين ومنارة العلم
سأدخل أولاً قدسي
وألثم مسجدي الأقصى
وأجني التين والزيتون
ثم أزور أجدادي
دخلت مدينة الصمت
مدينة الموتِ . . .
وإذ بصبية كاعب
ممشوقة القد
هيفاء نافرة
انهكتها المتاعب
مخضبة بالدماء
لم تكمل عامها العشرين
وغدت في ذمة الأبد
فانهمرت عَبراتي كالأعصار
تقتلع الوتد وتحطم الوتر
ورحلت إلى عشقي
وبستاني
إلى الياسمين
إلى الشام
والبس طوق ياسميني
واتعطر واتزين
وأحضن زرع أحفادي
ولكني !!
ويا أسفي وجدت دمار توسنامي
حطام ديار عزتنا
وتعلو سمائنا النار
واتنقل من قبر إلى قبر
ومن عارِ إلى عارِ
واطفال مشردةٌ
وصبايا بلا راع ٍ
وهطلت دمعة أخرى
كالجمرة المتقدة تلذعني
وسرت الهويني منكس الرأسي
والحزن يعصرني واستوطن القلب
وظللت ابحث عن عراقي وبسمتي
فوجدتني اهوى الدموع والألم
وأهيم بين النخيل
تائه اللب معقود اللسان
مضطرب الفكر ِ
من العراق إلى الشام
ومن القدس إلى عدن
لا صوت يعلو فوق صوت
الموت والألم
إلى من يا إله الكون نشكوا
ضياع بلادنا فى ذا الزمان
ندعوك ربي أن تعود زهورنا
ونعود نحن فى رُبا الأوطان
شعر
عادل زلوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور