الثلاثاء، 3 أبريل 2018

حجر الأساس(21)بقلم الأستاذ يحيى محمد السمونة

حجر الأساس  / 21 /

[ قلت لصديقي لقد غدت مجتمعاتنا بلا منطق... تعجب صديقي! و قال: و كيف ذاك ؟! قلت: ألا توافقني الرأي بأن مسلك الأفراد اليوم يعد خارجا عن إرادتهم، فكأنما تجدهم يساقون سوقا إلى ما يحيد بهم عن جادة الصواب و الحكمة في تسطير علاقاتهم؟! ]  

المنطق - أيها السادة و السيدات - هو: قدرة المرء على تسوية أموره بحكمة و رشاد - بمعنى: من لا يملك القدرة على تسطير علاقاته من تلقاء نفسه بقوة و قدرة و ثقافة و وعي فهذا لا منطق له، و ما كان لمثله أن تكون له إرادة الفعل.

و يسألني صديقي، يقول: و كيف لنا انطلاقا من تعريفك هذا للمنطق - الذي جعلته خاصا بالسلوك و ليس بالرؤية و النظر إلى العلم و الفكر و المعرفة - كيف لنا انطلاقا من هذا أن نصل إلى رؤية ثقافية واضحة و دقيقة لمجريات البحث و النظر ؟

و أجيب صديقي بالقول:
ينطلق المرء في سلوكه و أفعاله من مخزونه الثقافي [ بما تضمنته الثقافة من علم و فكر و معرفة ] - بشرط أن يكون المرء في ذلك حرا و صاحب إرادة -
و بما أن المخزون الثقافي قد يكون سليما معافى من كل عيب و نقص، أو يكون بخلاف ذلك، لذا فإن منطق المرء قد يكون سليما أو يكون على غير استقامة و فيه عوج
و عليه: فالمنطق شيء، و آليات البحث و النظر إلى الأمور شيء آخر لا علاقة له بمسألة تسطير المرء لعلاقاته بصحة و سلامة أو بغير ذلك؛ بل إن آليات البحث و النظر إلى الأمور لها مسمى آخر سوى المنطق.

- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور