الجمعة، 27 أبريل 2018

الشام ..// بقلم الشاعر كمال صبح

الشام
====
كن ملاذي
حين يثب الليل
من عمق الجراح
حين تضمأ زهرتي
وجداول العشق المستباح
يا وطن
انهكه الوقوف على الأبواب الموصدة
للنداء المر ذبالة
تجمع في قفص الإتهام
وجع الحروف المشردة
يا وطن تعمد فيك الإنتظار
قف بين الغوطتين
كنهر يمر على فم النهار
كالتقاء الغيمتين
إذا ضجت خيول المساء
خلف دمشقية مسافرة
كالتقاء العاشقين
وسطوة قُبلة باترة
وإذا اقترض المغيب ريحه السادرة
لا تخيفك وحشية الممرات المقفرة
فتوسد غيمة أخرى
كي ترى النوم مرصع بالنجوم
والفجر يجمع ما تبقى من صورك
ويثرثر عن حروب عابرة
ويذكر فضاءات عينيك الماطرة
فتقدم
لا تخيفك أزلية البارود
في صدر المداخن
هي وصمة الغيم في خرف الذاكرة
عيناك أبعد ما يستطيع الحمام المطرز بالشمس
وبالأغاني وموسيقى الزحام
ستبدل ثوبك الرث
فدع تفاخرهم في قبو الحديث
مر بطعم العزاء
واغسل روحك المبتلة من رذاذ قهوتهم
وحديث الملوك عن ألم المفاصل والزكام
أيقظ أبنائك السائرون في غفلة الليل
ألست أبعد من مستحيلٍ
وأقرب من أمنيات يخبئها الكلام
لا تبتعد وتقدم
لك في الضلوع ملاذ
ومساحات ثورةٍ
تزهر في صدر السلام
===
كمال صبح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور