الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

نورا بو نعيم

أمسكت الهاتف ... في تردد ....
أتهاتفه الآن أم لا؟... تردد كبير انتابها....
بين رغبتها في الإعتذار.... وكبريائها...
نعم إنها المخطئة...لاتنكر ذلك.....
هي من افتعلت شجار الأمس....تحاول
أن تلتمس الأعذار لنفسها ولا تجد....
حسمت أمرها.... والتقطت الهاتف...
ضغطت على زر الإتصال....
رنين متواصل.... لا إجابة...
.مع كل ثانية تمر... تتسارع دقات قلبها....
ويصرخ بها عقلها موبخا....
تلقي الهاتف بجوارها...تبكي بحرقة...
لوم لاينقطع....
لماذا فعلت هذا...لماذا أنا دوما من يفتعل المشكلات...نعم أحبه ... وأعلم أنه يحبني...
ولكني أفقده الآن...بغبائي....بأفكاري ....وغيرتي المرضية...
ياارب.... ياإلاهي إمنحني فرصة أخيرة لأكفر بها عن كل خيباتي له...لكي أعيد له السعادة المفقودة....فرصة أخيرة ياإلاهي .... لا أستطيع تحمل فكرة فقدانه... يارب فرصة أخيرة ...لأحول جحيم حياتنا.... إلى روضة من رياض الجنة...

ظلت على حالها ذاك... تبكي لساعات....
ثم همت إلى مهاتفته مرة أخيرة ....
..يائسة من الرد....لكن....
سمعت صوته.....

_نعم ..ماذا تريدين مني مجددا ؟..ألم يكفيك مافعلته؟... استطرقت باكية :

_أنا المخطئة... آسفة... أرجوك سامحني...لن أقترف مثل تلك الافعال الشنيئة مرة تانية...
 أرجوك عد مجددا إلى بيتك... فبدونك بيتنا خراب
أعلم أني قلت لك كلمة كبيرة... وقد أحنقتني... وأنت لم تخطئ في حقي أبدا.... وأحرجتني أمام نفسي...أرجوك سامحني...

_سئمت اعتذاراتك الفارغة من المضمون
بكلمتك تلك أنت كمن طلب مني الرحيل حبيبتي
 فما كنت لأعود...رغم الحب الذي أكنه لك
أجمعه لك...بين فؤادي...نعم ماكنت لأعود حبيبتي....وأنت من قال وداعا حبيبي ولست أنا .....أنا إنسان... إنني إنسان لكي أشعر بإهانتك لي ....وتحقيرك مني لقلة حيلتي ياإبنة أسيادي أصحاب الجاه والسلطة...أتركيني أعيش مابقي من عمري...بعيدا عن أروع كلمة في العالم كلمة حب...سوف أصنع صومعة لنفسي لأعيش فيها في عالم أسكنه بنفسي... وأنا اعلم من أنا...
 وماذا أريد...إنه عالم بسيط واضح مثلي....
خال من تلك البروتوكولات المعقدة.....
التي يتباهى بها المحيطون بك....

قال كلمته الأخيرة تلك ... ثم أقفل الخط بسرعة في وجهها... فقد كانت الدموع تخنق صوته....

أما هي فقد ألقت بالهاتف... بعيدا و إرتمت على السرير تبكي... لتبدأ السماء مساندتها بالبكاء و النحيب .

#نورا_بونعيم
#noura_bounaime

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور