( أنا و أنت )
الشاعر السوري..رياض دعبول..
أنا وأنتِ
وشرنقةٌ تربطنا
خيط حريرٍ نسجته
دودةُ قزٍّ عاشتْ تقتاتُ
من قلبينا
خيط عنكبوتٍ
وإنّ أوهن البيوت بيتها
شعرة معاوية هي التي تمسك كلّ
واحدٍ منّا من أن يقع .
انا الغريق اتعلق بقشّة
وأنت الغريقة تتعلقين بدمي
تسلبين فسحةً من ضياء
كانت تحوينا
أنا وأنت الآن
والسقوط ثالثنا
إنه السقوط إلى أعلى
إنه الإنكسار في المستحيل
إنه البعد في اللانهاية
كم دورةً حول الكرة الأرضية
تحتاجين لتصلي إلي ؟
وكم دورةً حول مشنقتي أحتاج أنا !
كم من قيدٍ قيّدَ حبّنا !
كل القيود اسقطتها عندما قلت أريدك
أما أنت فقد قدّستِ قيدك .
وقرأتِ عليه سورة المسد
تعيذينه من شرّ حاسدٍ إذا حسد
أين المفر ؟
الرمل تحتنا
والمدى فوقنا
وتسبيحة الوجد في قلبي
وسكّينة حبلى بالشرور تدور في رأسك
تحاورك
تساورك
هلّا طردتها
هلّا لعنتها
هلا نظرت لذاك الصوب
فهناك ثمة أمل يحلق هارباً الينا
هارباً من الف لعنة
يرفرف بجناحين قويين رغم ما اعتراهما من تعب
انظري هناك
أمواج البحر تصرخ فيك
تماسكي
فلابد للبحر أن يحتضن الضياء
ولا بدّ للشاطىء المشتاق أن يلتقي
تلك الغافية خلف اسراب المياه
لابدّ ان تتحول الشرنقة لحبل متين
والحرير الى فولاذ
وخيط العنكبوت الى قضيب
من الثقة الحديدية
وشعرة معاوية إلى سوط عمر بن عبدالعزيز
هدّئي من روعك
واسترخي
فالرمال ستبلع السلّم
ونحن سنصل لحافة اللقاء
تجمعنا
فسحة الضياء تلك
واسراب السنونو.
بقلمي : رياض دعبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور