الاثنين، 29 أغسطس 2016

حَــيَـيـتُ لُـبـنَـانَ .. بقلم الشاعر الكبير / ياسر محمد ناصر



حَــيَـيـتُ لُـبـنَـانَ

( حـَيـّا بُـكورُ الحـيَا ارباعَ لـبنانِ )
تَبقَى الـنـّقاءُ بِأفراحِـي وأحزانِـي

أحيَتْ جَـنائِـنُها الخضراءُ كلَ رُبىً
أمـسَتْ قـَلائِـدَ يـَاقوتٍ ومـَرجـَانِ

في أرضِـها عـَبَقُ الازهارِ مُـبتَسِمَـاً
حتى الرّياضُ تَغَنّتْ قَبلَ وجدانِي

لـبنانُ مِن أرُزِ الأشـجارِ طَـلـعَتُـهـا
يَـاطعمَ ثلجِ الرّبَى من رَملِ كُـوفانِ

ضَاءَتْ كـَما ضاءَ نَجمُ الدّبِ ظُلمَتَهـا
طـارتْ حَمَامَاتُها من فَوقِ تِيجـانـِي

نـَادَيتُ لـبنـانَ بِـالأشـعارِ أغزِلُـهـا
حـَتّى أتَـانـِي قَريضَ الشعرِ داوانِي

يـاقُبلـَةً من شـِفاهِ الزّهرِ أحمَرُهـا
أنـّى تَـرومُ بِـوصلِ البعد رُكبَـانِـي

ياحـبّذا بَحرُها الفياضُ يَلـمَسُنـِي
كَـي أنـثرَ الـشّعرَ من درِّ تِبـيـانـِي

بـَيروتُ طَـعمُ الهوى حُبّاً تُطَوّقُنِي
من فَـرطِ ماسَكَبَتْ حُبّاً بِـأفنـانِـي

خـَاطَبتُها بِـالـهوى قَالتْ بـِعِزَتِـها
ماعُدتُ حَـسنَا أنَـا والعزُ عرفانِـي

بَـارَ الـجمالُ إذامـَا شَـامُنـَا خـَرِبَتْ
هـذا الـعـراقُ فـَمِن آهٍ تَـغـَشّـانِـي

زادَتْ إذا يـَمـَنُ الأسعادِ قد حُرِقَـتْ
بَـغدادُ أضحت يَـبابـاً دونُ سُلـطـانِ

خـَلّوا سَبيلِي إذا الاطفالُ قَد وئِـدُوا
والـحربُ صـارتْ دَمـَاً في كلِ أركـانِ

لن يَـذبحَ الشرُّ إطـفَالاً بِـمِـديَـتِـهِ
مَـادامَ لـبنـانُ صـرحاً فـوق إيـوانِ

وجـِئتُ لُـبنانَ أدنُـو والهوى حـُرَقُ
واسـتَقبلـَتنِي بِـحُضنٍ زادَ تَحنانِـي

وأشـعَرَتْـنِـي بـأُمٍّ تَـحـتَفـي وَلـَداً
قد عاد حراً إذا مَا الوصلُ سُـلـوانِـي

مِن غُربَةِ النّفسِ لُذْنَا نَبحَثُ الوَطَنَا
مهمَا اغتربنَـا بِـلادُ العُرب أوطانِِـي

يــاسـر مـحـمّـد نــاصـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور