جرح غائر
.................
بين برزخ الجفون الفيتني
كسرب بجع مهاجر
حط رحاله على شواطئ
بحيرة النور القرمزية
وجد ملاذه
على ضفافها اللؤلؤية
بدا ينفض غبار المآسي
يتطهر بشلال النسيان الهادر
ما زال بعضاً من زفرات الريح
عالقا بأوراق الصفصاف الحالم
وأثر نزف شقائق النعمان
يدمغ أجنحة يمامة عابرة
قادمة من غياهب الوعيد
تنتحب وتلعن حظها العاثر
حين احتضنت العوسج
لم أرى سهامه
شددته بشغف إلى صدري
أشواكه اخترقت اللب
ولم ابال احرقتني
الشفاه الوردية وما
غفا عليها من العقيق
مقفرة مساحاتي
غزا اليباس أضلعي
ولم اتخل عن حماقاتي
شحت ينابيع حقولي
بانتظار الودق لتفيض وتغدق
لكن فضائي أسر لي
عندما أرخيت أجنحتي
في سمائه
بأن غيمه عاقر
لا يرعد ولا يبرق
حينها أدركت بأنه
لا خير في لهيب العشق
إن لم يثر
إن لم يكن عطاء
تضحية وحبور
لا خير في شجر
يورق ولا يثمر
فراشة تبذل له
الروح وتحرق
اجنحتها من كثر ما تدور
حول ما تراه نور
لململت ما تبقى من جراح
ورحلت انشد الكأس والراح
كيعسوب النحل التائه
في مدينة الأشباح
كنار أضاع نغماته
تناثرت مع الرياح
أصبح يشدو بأغنيته الفريدة
إن من أشقته الحياة
لا تطرق أبوابه الأفراح
فاديا محمد حمود
سوريا. .دمشق
24/12/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور