الأربعاء، 28 يونيو 2017

ليلٌ مقيتٌ   
خاطرة في ليلة العيد.......................................  
للشاعر الكبير
منذر قدسي



يُبعثرُني هذا الليلُ
 الطويلُ
ويدّوسُ على طرفِ
 اصبَعي
 الكبيرِ
يحاولُ أن يقتلَ
 قدماً مشت
واختارت طريق جديدٍ
ويَحفرُ ثقوباً
 في جرّة مُهجَتي
ويزيلُ أذانَ دَلتِي
وَيرمِيني في خرابةٍ
 قدْ طَوّقَها بسورٍ
 وغَطاها بحجارةِ القرميدِ
وينفثُ ركامَ بَهجَتي
 ويَجعلُها غباراً ينثرُها
 على عيونِ البصيرِ
يَجعلهُ  ضَريرُ النُّهى
ويقطعُ حبل الوريد
يمتطي فرح َ صَهوَتي
 ويشدُّ رِسَنَ سَعادَتي
 ويغتالُ من زَهري الرحيقَ
ويَثورُ غَضباً
 علىٰ نصفِ اسئِلَتي
وعلى نصف اجوبتي
يُلبِسُني رثَ الاشواقِ
 وَبنطالي البنِّي العتيقِ
ويُحَطمُ كأساً منَ الخمرِ
 ونبيذاً احمراً
 كنتُ اصبغُ بِها لونَ دَمِي
 يُبدِلُهُ بِبَصِيصٍ منَ الجمرِ
 ويَحرقُ عروقَ  اوردَتي
يَبحث ُ عنْ المَجهولِ
 في صَحاريْ المَجهولِ
 وعن شالٍ نَسجْتُهُ
 منْ انفاسِ الزفيرِ
 يلاحقُ شهيقاً
 احتاجُه ُفي ألَمِي
 خَبَئتُهُ لحاجةٍ يوماً
 تحتَ حِجابِ صَدري
 وفي جيوب رئتي
بالشَتائِمِ والوَعيدِ
ويَقرضُ أطرافَ اظافِرِي
ويَزرعُها شوكاً
 يُهيئُها لِلَحظةِ الرَحيلِ
ويطيحُ باضواءٍ
كانَتْ تحاولُ الاقترابَ
 أو المَجيءَ
يُطفىءُ أنوارَ شَهوَتي
َيَرميْها إلى البعيدِ
 يَجعلُنِي لُقمَةً سائِغَةً
 بينَ انيابِ الخَريفِ
وأوراقِي تتَلاعبُ
 بِها الريحُ
وَيَجبُرنِي بالوقوفِ
 علىٰ الرَصيفِ
 يُثبتُّ اوصالي بِمَساميرٍ
 منَ الحَديدِ
ويُعَصبُّ العيونَ
 بخرقةٍ  سَوداءٍ
 وَيُحاكِيني بلغَةِ الصمتِ
 وَيُجبرُني علىٰ الاعتذارِ
 وَيمدُّ لي منْ حبالِ
 الانتظارِ
يَشُدُّني لوهمٍ صُنعُهُ
 مِن عتمِ المساءِ
كالنملِ يَجُرُنِي
إلىٰ كهفِهِ
يقتاتُ منْ عَصَبي
 وَغضَبي
 مَتَىٰ يُريدُ
يَقضُّ مَضجَعي
ويَنفضُ شَراشِفَ حُلمِي
وَيُغَطي وَجهَ القمرِ
يقتلُ حفيفَ الشجرِ
ويشَوِّهُ معالمَ النجمِ
يطيحُ بشعاعِ الشمسِ
وينزعُ غِطاءَ وِسَادَتي
وَيُناديني بِسخرِيةٍ
 كيفَ حالَكَ أيُّها الرفيقُ
................
منذر قدسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور