الاثنين، 19 ديسمبر 2016

رحلة الى الارض المحتلة...بقلم المبدعة زكية ابو شاوش


فلسطين  وهضبة الجولان
أرضٌ مباركةٌ وذو العرش اصطفى___خيرَالأنامِ لغيرِها لم  يُحمَلِ
وقف  الحنينُ  بشوقِهِ  مُتأمِّلاً ___      هذا الجلالُ  لمن دنا  بتأمُّلِ
وقفَ الجمالُ مُكبِّراً في نشوةٍ ___      إذ كان في أعلى الذُرى بالكرملِ
جبلٌ يحنُ إليهِ  عشقُ  قلوبنا ___       إنَّ البصائرَ  تنجلي  بتأمُّلِ
جالت وفي كُلِّ البقاعِ دنا النّوى___    غُصَصاً وفي النَّبضاتِ لم يتمهَّلِ
أنقى بقاعِ الأرضِ  زرتُ بمحفلٍ___   عصفت بقلبي  ذكرياتُ الأُوَّلِ
كانوا  بأرغدَ  ما  يعيشُ  موحِّدٌ ___    وجرى  بأقدارٍ تَغَيُّرُ  أرجُلِ
هذي  بلادُالعُربِ يقطُنُها العِدى___     قد شرَّدوا منها العزيزَ كأرذلِ
وخليجُ عكَّا تحتَ   أبصارٍ  وقد___     حجبته  دمعةُ ناظرٍ لم تنزلِ
هذي المراكِبُ لا تُحرّكُ ساكناً___      جثمت على  الشُطآنِ  كالمتبتِّلِ
وتحوَلت  عينايَ نحوَ مُعَمَّرٍ ___        نُصِبتْ بيوتٌ في الوهادِ وما يلي
من  حولها كانت  مزارِعُ ترتقي___    قلبَ العليلِ بداءِ مَنْ  لم  يحفلِ
يجثو على الأطلالِ  قلبٌ  هائمٌ ___     في حُبِّ أوطانٍ  يشيخُ  ويقتلي
سارت  بنا سيارةٌ  قد  غادرت ___     نحو الشمالِ  لمنحنٍ  بتمهُّلِ
وبدت  لنا الأسلاكُ تحجُرُ مُدخلاً___    وقوالبُ الإسمنت حرَّاً تصطلي
وعلى الحواجز قد وقفنا ساعةً ___     لا للعبور  ولا لعودِ  الرُّحَلِ
تصريحُ سلطاتٍ  قضى  بتأخُّرٍ___      والفصلُ أمرُالعسكريِّ  بمدخَلِ
بانياسُ  يا  أرضَ الشَّآمِ بربوةٍ ___       منها عيونُ الماءِ تفجُرُمن علِ
هذا  الجمالُ  مُسبِّحٌ  وموحِّدٌ ___        ألوانُ طيفٍ في الجداولِ كالحُلي
هذي الجنانُ بخضرةٍ  مزدانةٌ___        والزَّهرُ يخشعُ للجلالِ  كما الولي
هذاالجمالُ بروعةٍ يُنسي  لنا    ___     همَّاً ودنيا  قد  مضت  بتعقُلِ
شلَّالُ  عينٍ  قد  تدفَّقَ  ماؤُهُ ___        صبَّ المياهَ إلى  عميقِ الجدولِ
غطَّى النَّجيلُ الأرضَ لكن تحتَهُ___      كانت  مياهٌ  قد تميدُ  بأرجُلِ
لا  للجلوسِ  بجنَّةٍ  مخضوبةٍ ___       بالماءِ  حتَى  فوقَ سوقِ المشتلِ
وبربوةٍ جفَّت حشائشها  الَّتي ___        تصبو  لراحةِ  مُتعبٍ  مُتَنَقِّلِ
هجمَ الظَّلامُ وما  رأينا عابراً___        بينَ  المروجِ   يلوحُ  للمتجوِّلِ
بعد  الصّلاةِ  نعودُ أدراجاً وما  ___  شبعت  نواظرنا بمرأى  الأجملِ
ثمَّ  انثنينا نحو  حافلةٍ  إلى ___      من  كان  مُنتظراً  قدومَ المحفلِ
صلَى الإلهُ على الحبيبِ محمّدٍ___  ما  دامَ في الأجساد روحُ مُؤَمِّلِ
الإثنين  20  ربيع أوَّل 1438  ه
19  ديسمبر 2016 م
زكيَّة  أبو  شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور