حدث فلا حرج
شعر حسن زريق
حطت في قلب ملامح الظلام ذكرى عودة ...
رسمت بين الغيمات ...أسماء وتعاويذ مختصرة ..
ومن على قطرات الندى تنعكس ...أشعة بنفسجية ...
صاغها الدهر على الحنون أيه..
سارت خطى مبتعدة عن المكان ...
ترتل أسفار الشعراء ...ترانيم وأغاني ....
ومن قلب أغمدة المكان ...
ذكرى هجر بلا أطلال ...
تنوح حمائم وتسكن في قلب الليل لها غربان ..
تبتسم اشراقات في ضحكة طفل ....
يقترب في قلب عقارب الساعة ليس من الأن...
وتروح سنابل يابسات في سنين عجاف ...
وتحضر بالمكان كل المواسم ...
تختصر منها رسالات حب ومعاني ...
واحرف لها غير الابجدية ...
تتحدث وحدها عن كل الحقول الخضراء ...
اسم اشتقت منة كل الكلمات ...
وحيد يحدث ازهار الرمان والسفرجل ..
أين المكان من قلب غربة المكان ...
بالموانئ تحط كل المراكب ...
وتخط على رمال الشطأن لها ...
سفر الرحلات من بعيد ....
تعيد المجد اذا دقت الطبول من جديد ..
لها في الموت طعم أخر .... وفي الوقت لنا هنا طعم اخر...
تخطه بسمات شفاه الطفولة ...
في أنحاء هذا الوطن أحجار شيدها التاريخ الف مرة ...
وكررتها الحكايات الف مرة ...
ان صمتت تتحدث ..
وان نزل عليها قطر المطر زخات ...
تفوح لها رائحة انتصارات معتقة ...
تشتمها فتحث في الاعماق تفاعلات ...
تحملك الى ميادين الفروسية ...
تخوض معها سمع أصوات سيوف ...وصهيل خيول ..
تغنيك نشيد وطني ...
جاء من قبل التاريخ ..
تعبر بك المسافات الى كل العواصم ...
تجتثك أحزان القدس وحدائق بابل ..
تغنيك قصائد عيون دمشقية ..
تبتاع من كل اسواقها العتيقة كل الروائح ...
الممزوجة ببهارات العطارين ...
وتسكنك لحظات ....
وتموت في قلب المكان لحظات ...
تضمك اليها وتختصرك الآلآف السنين ...
تفقد عذرية الدمع ...
وتطرح امامك الآلآف الأسئلة ..
مكتوبة على كل الجدران وعلى الارصفة ...
وعلى بواباتها الخشبية ...
وتأتيك من قلب النوافذ ...
حدث فهذا التاريخ كيف يهزم ...
حدث كيف صار هذا التاريخ يختصر بنا ..
حدث من الآن فلا حرج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور