الأحد، 22 يوليو 2018

الجزار يخاف الضحية // بقلم // زكية ابو شاويش

قال أبو الطَّيب المتنبي :
يا   من  ألوذُ   بِهِ    فيما   أُأمِّلُهُ ___ ومن  أعوذُ  بِهِ   مِمَا   أُحاذِرُهُ 
لا يجبرُ النَّاسُ عظماً أنتَ كاسِرُهُ ___ ولا يهيضونَ عظماً أنت جابِرُهُ
معارضة بعنوان :
الجزَّار يَخافُ  الضَّحيَّة ___________البحر : البسيط
إن يَعلُ ظُلمٌ ففي حِصنٍ منابِرُهُ ___ والعدلُ مِن حَكَمٍ قد خانَ زاجِرُهُ
والعلمُ في  قيدِهِ  يهفوإلى عَمَلٍ ___قد لا يُلاقيهِ إن  حارت  نواظِرُهُ
والجهلُ  نامَ على قلبٍ يُغازِلُهُ ___ بالمالِ  قد عاذهُ  صبٌّ  يُحاورُهُ
والفقرُوصمةُ عارٍ عندَ مُنغلقٍ ___ هل من  مبادِئِهِ  تُجلى  بصائرُهُ؟!
والخوفُ رانَ على قلبِ الَّتي فقدت___كُلَّ العوائلِ مع همٍّ يُصاهِرُهُ
................
قد  هزَّ  قصفٌ  لأركانٍ  بلا  عَددٍ ___إذ  في صلاةِ عِشاءٍ رُجَّ  زاهرُهُ
من كانَ في مسجِدٍ طارت فريضتهُ___ من رحمةٍ  نزلت  تهدَأ  سرائرُهُ 
في حفلِ عُرسٍ جرى خوفٌ لمن فرِحوا___كانَ الهروبُ لِذا قد فُضَّ سامِرُهُ
من  كُلِ   نافذةٍ   قادت  لنا  حَذِراً ___ هيَّا   لِمُنغلقٍ  فالضَّغطُ   كاسِرُهُ
تبكي  صغيرتنا رُعباً وقد  صُدِمت___إذ كانَ تَفجيرُ مَن تُعرَف جرائرُهُ
....................
تجمَّعَ  الأهلُ في ركنٍ بدا وسطاً ___ كانَ  التَّرقُبُ  من قصفٍ  نُحاذِرُهُ
يا ربِّ  سلٍّم  لنا أهلاً  فلا وطنٌ ___  قدعادَ من غاصِبٍ والظُّلمُ شاطِرُهُ  
لكنَّ  إصرارَنا   لا  ينثني  أبداً ___  هذا  عدوٌّ  طغى  والصَّبرُ  قاهِرُهُ
يا  للتَّخاذُلِ من أهلٍ ومن عَرَبٍ ___ من تركِهِم  عَلَماً والحصرُ ضائرُهُ
يا  ربِّ فارحم  شباباً جُلَّ وقتِهِم___ في البحثِ عن مخرَجٍ ممَّن يُحاصِرُهُ
.................
هذي   مُقاومةٌ  سلميَّةٌ  جَهَرَت ___  بالحقِّ  تصرَعُ   من  يحيا   تآمُرُهُ
لا للتَّنازُلِ عن  شبرٍ وذا رهبٌ ___  يأتي  بليلٍ  لمن  قد  عاثَ  حاشِرُهُ
يا ربِّ أنت  لنا من  كُلِّ  نائبةٍ ___  أرْدَت  شهيداً ،  وللمكسورِ  جابِرُهُ
ها قد وصلنا لبابٍ باتَ منغلِقا ___   عن  كُلِّ  حقٍّ  لنا  والظُّلمُ  داحِرُهُ
صلَّى الإلهُ على من عاشَ في شرفٍ ___من قوَّةٍ طَهُرَت والحقُّ ناصِرُهُ
....................
السَّبت 8  ذو  القعدة  1439  ه
21  يوليو  2018  م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور