السبت، 4 نوفمبر 2017

قال لها وعينيه معلّقتين بتلك العينين//كروان شعيب


قال لها وعينيه معلّقتين بتلك العينين:
أتذكرين حبيبتي
حين كنا نغازل الياسمين ...
حين غار الليل
ُ
والتف بنا صوت السكون ...
وتعانقنا خلسةً 
عناق َالعاشقين.... 
حين سرقتُ أول نظرة
ٍ
لجيدكِ 
ونهدك
ِ
اللذين كنتِ عني تخفين ... 
حين رشفتُ أول قطرةِ شهدٍ 
وسكرتُ من هاتين الشفتين....
أتذكرين
كيف كنتِ فوق الرمال
حروفي تكتبين .. 
كيف فوق أوراقك المبعثرة
كنتِ عطري تنثرين ...
كيف كنت
ِ
عن والدتكِ عينيك تخفين ...
كيما ترى صورتي
وهواكِ تفضحين ....
كيف بقلمك الرصاص
ترسمي قلبي تارةً 
وتارةً تمحين..
أتذكرين فاتنتي ...
كيف كنتِ بأحضاني
احتراقاً تحلمين .. .
كيف غفوتِ بين ذراعيّ 
و بما تفعلي لا تدرين... 
يومها حبيبتي
بصوتك المرتجف عشقاً 
كنتِ تعترفين....
أحبك...َ 
بشفاهِ توقٍ ترتعشين وتقولين....
وبلمسةٍ مني
أصبحتِ في بحري تسبحين . ..
ولازال الحلمُ يدنو 
ويدنو
وحقيقةً لدي تصبحين....
وترتعين
وتمرحين
وعلى أكتافي
كهرةٍ مدللةٍ تتسلقين.....
ونجلس سوياً
بنبضات عشقنا
أتذكرُّ وتتذكزين. . 
كيف مرت سريعةً السنون 
ونال منا الزمن
وحفر تضاريسه فوق الجبين....
وغدا الشيبُ
رفيقَ ذوائبنا
وزحفت الصفرةُ فوق اليدين ..
ولازلتُ حبيبتي
في أحضانك
ِ
ولازلتِ بين جنباتي تعبثين ... 
نتناسى عمرنا
ونحلّقُ بأحلامٍ عشناها
في ربيع العشرين ..
نداري شمعة حبنا 
ونخفيها خوفاً من عيون الحاسدين..
وندعو الإلهَ في كل صلاةٍ 
وتسبيحٍ 
و في كل حين 
يقوم لصلاتهم المصلّون.. 
أن يكون قضاؤنا معاً 
فلا أحزن عليك ِحبيبتي
ولا لفراقي أنتِ تحزنين ... 
وتبقى بتلاتُ الياسمين
تحكي قصة غرامنا 
كما كنتِ أنت يوماً تتباهين 
وحكايتنا بعشق الكون
وحنانٍ وحنين
للناس في المجالس 
بشوقٍ قاتلٍ تروين ....

كروان شعيب/سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور