قصة ( حكاية روح ،،)
،
وبخوفٍ ظهرت ملامحه في ارتعاشة يديها وهي تثني سجادة صلاتها بهدوءٍ كاذب
لم يفضحه سوى توهان نظراتها وهي تحمل جسدها المتهالك لتضع السجادة في مكانها المعهود
وكأنها تستودع مابين طياتها قلقاً يخفق بضجيجٍ بأعماقها .
وبترددٍ كانت تتكاسل خطوات قدميها وهي تمضي للباب لترى من ذاك الآت من غياهب الليل
ليزعج مسائها بألحانٍ متنافرة وبعزفٍ نشاز على جرس الباب .
من ياترى يكن ذاك الطارق كعصفٍ يزلزل تماسكها المتزعزع كرداءٍ مهلهل الأركان ،،
*من على الباب ،،
*سيدة وفاء ،، حرم العقيد / كريم محمد.
*نعم ،،،،، !!
*معي لكِ رسالة خاصة وأمانة أرجو أن تستلميها لو سمحتي.
وفتحت الباب وكأنها تفتح ستائر غيبٍ عن واقعٍ بات محتوماً ،،
*تفضلي سيدتي هذه ممتلكات زوجك ورسالة لكِ منه معنونة باسمك.
*لماذا أين هو ،،،؟؟
فصمت الرجل وبإرتجافة نبراتِ صوته قال بصوتٍ خفيض ماكانت تخشاه
أياماً وليال ،،
*لقد استشهد حضرة العقيد في كمينٍ وهو يواجه مجموعة إرهابية على حدود البلاد .
وعم السكون
وكأنما الكون يشاركها العزاء في عديل الروح قصة حياة .
وبهسيس أحرفٍ مختنقة أجابت ،،
*قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا*.
وأحتضنت الحقيبه التي أتى بها زائر الليل وكأنها تريد ولادة جديدة لعشقها جنيناً من رحم سنين عمرها .
وأغلقت الباب بهدوء ومضت تجرّ خطاها وراءها وألقت بوجعها على أقرب مقعد
وبأصابعٍ مرتعشة فتحت الرسالة وهي تحاول بصعوبةٍ قراءة ماسطر فيها ،،
"ياسمينة قلبي
لن أقل لكِ وداعاً فنحن أبداً
لم ولن نفترق
ولن أقل لكِ أذكريني فأنا أعلم بأنني أسكن مابين أضلعكِ بسلام
فقط سأقل لكِ لاترتدي السواد فهو لايليق بعذوبة ضحكتكِ
أحبكِ مدينتي الممطرة . "
وشعرت بأنها تتوه مُغيبة في ظلمات أعماقها وكأنها تعدو في متاهةٍ
بلا سبيلٍ للخروج .
وعلى وقع قطرات مطرٍ تتسابق مع عبراتها بصخب ضياعها ،، وبلهاث
أحزانها المتساكبة بيتمٍ على نافذةِ شهقاتها صرخت بتمتمةٍ حزينة وبأنين فجيعتها ،،
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾
وبرثاءٍ لذاتها همست ،،،
* يامنافي أزمنتي ياكل مافيني وياانكسار إنكساراتي
يادنيا أوجاعي وماحكايتي أنا ياهيبتي سوى ،، حكاية روح ،،!
وبفيض إيمانٍ غمرها بسكينةٍ إفترشت سجادة الصلاة
وبخشوعٍ يبكي ثقةً برحمة الله
رفعت يديها بهدوء وتنادت جوارحها،،
* الله أكبر *
بقلمي نونا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور