الخميس، 13 أبريل 2017

{{حظر من سراب}}
للمبدع

هيثم مكي
.
كنت وكان الحب لفحات تؤرّقني
ولك الحنين كلما تناوب شفق وغسق
فكيف طاب لقلب كنت أشهقه
جرحاً كان للغدر به نزف فما رتق
وكيف لطرف أرتديه بدربي
أتدثّره لحافاً وثيرا لقلبي
مقايضاً به أكلي وشربي
أن يخلع مافي العينين من حدق
.
ألستِ للروح نسيج شغاف
يزركشه الزفاف
على فساتين الضفاف
تحيكه الوشائج في كل غسق
كيف يزمّلني اليباب
خلعة النوى والغياب
ويفطمني الرضاب
فأرضع دمعات من ثدي الشفق
.
قيّدتِ قلبي بالسلاسل
اغتصبتِ غرر المحافل
فأراك تلوكين منابر السنابل
فارسٌ...مافكّ رقبةً للهوى ولا عتق
وأنا الذي نقشتكِ لحنا على جبين الشمس
ونصّبتُكِ على حواسي الخمس
وبايعتُكِ في حاضري والأمس
وغنّـتكِ فصولي بنسيم الألق
.
وجعلتُ حولكِ تدور الرغائب
تقتديكِ الحروف مذاهب
تزركشك جميع الكواكب
في قوافي الفجر أسطر عبق
أيتها العنيدة المتردّدة
لاتهجريني كذا متعمّدة
ياذات المشاعر المترمّدة
لاتمزجي الحبّ بالملق
.
فكم لكِ كنتُ أمشج الكون أمانا
وأتنطّف العشق رحماً وحنانا
وأختاض مكانا وزمانا
وتُجهضين حملي مذ كنت
ترابا قبل العلق
فلا أقسم بالذي علّم بالقلم
لأترعنّ لكِ كؤوس الألم
وأسقينّكِ زعاف الندم
مادام يعسعس الليل بالفلق
فلا ورب كـل إنسان
لأجعلنّكِ النسيان
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
وما جزاء العشق منكِ إلا الأرق
فلا ورب الفلق
والليل وماوسق
لأركّبـنّكِ في حرم العشق
طبقا عن طبق
وأطردّنكِ من مفردات الزهور
وأفرّغنّك من دواة العطور
كما زرعتكِ في حدائق الشعور
سأقتلعكِ من العبق
ولكن ليس الآن
فلم يأن لقلبي الأوان
فمازلتِ في الروح والوجدان
وستظلين عنوةً لآخر رمق
.
بقلمي هيثم مكي تيم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور