الجمعة، 16 نوفمبر 2018

لحن الغرام ...زغلول الطواب

لحن الغرام
بقلمي
زَغْلُول الطَّوَّاب
كُنْت أَشْعَر بِطَعْم  الْحَيَاة
خالى الْقَلْبِ
هادئ دُون سَهَرٍ أَو مُنَاجَاةٌ 
أَصْبَحَ وَأَمْسَى
أَسْهَر أستيقظ دُون مُعَانَاة 
لَم أتذوق يَوْمًا طَعْمٌ الْخِصَام 
لم أذق يوماّ  طعم الهجران
وَلَا أَعْلَمُ كَيْفَ يَنْفَجِر البُرْكان 
كَانَت أَيَامَى الْمَاضِيَةِ
ساريه عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ 
لَم أتذوق يَوْمًا
طَعْمٌ عَذَابٌ الْحَبّ 
وَلَم أتصور يَوْمًاّ
أَن أَتَعَلَّق هَكَذَا بِأَىّ إنْسَانٌ 
وَمَا أَنْ رَأَيْتهَا صَدَفَة
دون سابق موعدأو حسبان 
كوردة نَضْرَة ناديه
يَانِعَة فَوْق الْغُصْن فِى الْبُسْتَان 
يَفُوح مِنْهَا الْعَبِير كلما تنسمته
يَأَخَذَنِى إلَى عَالِمٌ الْوِجْدَان 
كَانَت لشفتيها أَجْمَل اِبْتِسام
سِحْرٌ عَيْنَيْهَا فَجْر البُرْكان 
وَكَانَت لنظرتها
سِهَام أصابتنى فِى الْعُمْق 
رشقت فِى الْقَلْب
فَكَان مَقَرِّهَا الْوِجْدَان 
جعلتنى أسهر
وَكُلُّ مِن حَوْلِى نِيَامٌ 
فَأَصْبَحَت أَرَى الدُّنْيَا
كَمَا لَوْ كَانَتْ نَهْرٌ مِن الْحَنَّان 
كُلٍّ مِن حَوْلِى جَمِيل
شَمْس الصَّيْف لَهَا ظِلال 
قَمَر اللَّيْل بَدِيعٌ السِّحْر
نُّجُومه كَأَنَّهَا لَإِلَيّ تَخْطَف الْأَبْصَار 
الْهَوَاء اِسْتَنْشَقَه وكأنى
أتنسم عَبِير الرَّبِيع طِوَال الْعَامّ 
أَصْبَحْت سلوتى لَيْلٍ وَنَهَارٍ 
تَارَة أَتَمَنَّى لَو الوَقْتَ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ 
وَتَارَة أتمناه  لَوْ كَان
سُلَحْفَاة تزحف بِدُون أَقْدَام 
فَتَعَجَّبْت وَمَا زَادَ مِن دهشتى
الْفَرْقُ بَيْن الأمْس وَالْيَوْم
فَكَان لسِحْرٌ الْحَبّ رونق فَتّان
أشواقي لرؤياها مُتَفَجِّرَةٌ كالبركان 
فَأَصْبَحَت كَالطِّفْل
يَحْبُو فَوْق دَرْب الْأَحْلَام 
إذَا شَعْر لَحْظَة بِالْهَجْر
أَوْ طَالَ بِه الِانْتِظَار 
تَبَدَّلَت برائته
بِدُمُوع تَهَطَّل كالأمطار 
كَمَا لَوْ كُنْت فُقِدَت الصَّبْر
أترقب الثوانى تَمْر دُون الِانْتِظَار
هَيْفَاء سَمْرَاء نحيلة الخصرِ 
تخطو بخطاها كَمَا السحرِ 
أعشق دلالها 
وَأَشْكُو لِلطَّبِيب عَدَمُ الِاحْتِمَالِ
نَفِد صبرى وَأَنَا العَاشِق الْوَلْهَان
وَهَى دائِي و دَوائِي
وَهِي رَفِيقِه الْوِجْدَان
دعينى أعزف فوق أوتارك
أشواقي أَلْحَانٌ الْعِشْق وَالْغَرَام
فَإِن رَاق لَك عزفى
دَعِينِي أتغنى بهمسي
حَتَّى أَصْل بِك للعنفوان
دعينى أعزف بأشعارى
حَتَّى يَتَرَقْرَق الْوِجْدَان
لأدغدغ حَوَاسَّك
حَتَّى تطربنى أشجانك
فأنازلك فِي سَاحَة الْعِشْق
كالفرسان
دعينى أُسَافِر حَتَّى التوهان
دَعِينِي اُنْظُرْ بَيْن أحداقك
محدقاً فِى الننى
حَتَّى اقْرَأ نظراتك
دعينى أعزف بأناملى
فَوْق أوتارك لأزلزل الكِيان
حَتَّى ترتجف جَمِيع أوصالك
دعينى أتنسم عَبِير أزهارك
لأستنشق رَحِيقٌ الغرام 
الذى يترعرع دَاخِلٌ أغصانك
دعينى أتأمل وَجْهَك
وَكَيْفَ يَكُون سِحْرٌ الْجَمَال
دَعِينِي أتغزل فِي عَيْنَيْك
حَتَّى يرتوى ظَمَأ الْحِرْمَان
وَكَيْف يَكْسُو الخجل وجنتيك
فتغفو أهدابك سابحة بخيالك
فِي فَضَاء الْحَبّ وَالْغَرَام
دعينى أرسم بأشواقى 
صُورَة لألوانك
لَاعْتَرَف بأنى مُقَيَّدًا بغرامك
وَكَيْف أَنَا الحر
فأصبحت أَسِيرًا بَيْن الْأَسْوَار
دعينى اِرْتَشَف مَذَاق رضابك
وَكَيْفَ يكون 
حُرٌّ الْعِنَاق بعنفوان
وَكَيْفَ يكون 
حبيبتي دفىء الأحْضَان
دعينى أُسَبِّح فِي بَحْرٌ غَرَامِك 
لأفتش فِى أسرارك
حَتَّى أعرف أين مكانى
فِى خيالك يا عَرُوسٌ البحار
أَمْواج الحب حنين وحنان
مُرْسَاهَا القلب والوجدان
فَكُلَّمَا أَتَت مُوَجَّهٌ عاتية
تَأَتَّى بِشَوْق
كَمَا لَوْ كَانَت لَظَى البُرْكان
فَيَدُق لَهَا القلب 
فيحتويها الْوَجْد
فترتعد رغم حرارتها
الأوصال
فَكُلَّمَا اِشْتَعَلَت كُلَّمَا تَعَمَّقْت
أظمأ فتتأجج النِّيرَان
أتشوق للأرتواء
حَتَّى يَأْتِى اللِّقَاء
نتعانق بحب برفق بِحَنَان
لَهِيبُ الشَّوْق ينفجر 
فيتدفق الْغَرَام كَمَا الشلال
فَيَغْرَق الوجدان بالحنان
فيتهاوى الْقَلْب
فَيُصْبِح أسير الغرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور