مِـن أيـنَ أَبـدَأ ؟
مـن أيــنَ أبــدأُ يـاسـعـادُ سـأخـسَـرُ
جرحٌ تمخَّضَ فـي لـظــايَ ويـجــأَرُ
ولقد تـمـخَّضَ حالُ حظِّـي بـاسـمـاً
مَـن ذا يـواتــي لـي هـوَىً لايُـقـهَــرُ
لـم تـبـتـسـمْ أيّــامُـنـا مُــذ شــدَّنــا
حـبـلٌ فَـقـيَّــدَ كــلَّ حـبٍّ يُــزهــــرُ
هل تـنكريـنَ مـحبَّـةً صـارت نــدىً
تـعطي الزمـانَ شـذاً بـهِ نـتـعــطـَّـرُ
رَقـدَ الهوى كـفـراشـةٍ تــاقـت لـنــا
حتى تـوارى في هــوانــا الـعِـثـيَـرُ1
وتـعـجَّـبَ العــذَّالُ حالَ مـحـبَّـتــي
قالوا : فـَدَعْ عنـكَ الهوى يـاقَـسـوَرُ 2
يـتبادلونَ حــديـثَـهـم في عشقِـنــا
وكأنَّهـم بَرئُوا الهوى كي يَـسخَـرُوا
لم يعرفوا في الحبِّ غـيـرَ جراحـِهِ
لم يـعلـمـوا جُـرحَ الهوى يـتـكـسَّـرُ
حتى إذا انهـالت نـسَـوا احبـابَــهـم
وكـأنَّـهـم لـم يـعرفُـوا مـاالـمُـضـمَـرُ
مـامَـرَّ طيـفُكِ في خيـالي خِلـســةً
إلَّا أزاحَ مِـنَ الـهمـومِ الأكــثَــرُ
فـأَنـا الـمُسمى بِـاسـمِهـا لاأشـتـكي
هَتَفت جـراحُ القـلب لا لا تُـكـسَـرُ
نـادت لـهـا وكـأَنَّـهـا تـبـغـي لـظَــىً
فَـلَـهـا على قــدرِ المـحبّـةِ تُـسـعَــرُ
مُــدِّي يـديــكِ أيـا سـعــادُ فـإنَّـنـي
في وجـنـتيـكِ وسحرِهـا أتَـضــوَّرُ
كـشـفـت ذوائـبَـهـا كـشـلّالِ هَـمَى
فيها العيونُ تـبـصَّرت لم تـفـتَــرُوا
من اينَ هذا النـورُ جـاءكِ بـاسـمـاً
حتى بك الشمسُ المضيئـةُ تسهَـرُ
مـازالَ وجـهُـكِ في رؤآيــا زائــراً
حتى الرُؤى في نـومِـنا تُستعـمَــرُ
أرضي تُخاصمُني عليكِ وتشتكـي
ضـرَمـاً أصـابَ خـصـاصَـها لاتُـبـذِرُ
يـدعـوكِ قلبي هل تجيبي عاشـقاً
فيهِ الـصـبـابــةُ نــارُهــا تـَـتَــمَـوَّرُ 3
يُرضيـكِ ذُلِّي ياسعـادُ ووحـشـتي
تُـفـنى ، وأيَّــامُ الهوى تَـتَـقَـهـقَــرُ
إنِّـي لَـيـلـهِـمُـنـي خيـالُكِ لـو أتَــى
فَـيلـفُّـنـي حتى يـذوبَ الأصـغَـرُ
وتَـلـعـثـمت لُغـةُ الـمحـبَّـةِ والـهـوى
وكــأَنَّ هَــذيٌ قـد أصــابَ الأكـثَــرُ
لاتـتـركي القـلـبَ الـمـتيَّـمَ شُـعـلـةً
روحـي بِـحـبِّـكِ جـذوةٌ تـتـسـعَّـرُ
أَتُـعـاقـبـيـنـي في هـواكِ تـمـهَّـلـي
فَـمـتـى أُثـابُ ووحـشتي تـتـعَـثَّـرُ
وبِـمِعصميكِ وضعتُ قـلبي حِلـيَـةً
بِـيـدَيــكِ قـلـبــي كـلُّـهُ يَــتَــســوَّرُ 4
مـاظـلَّ صـبـرٌ يـحتويـنـي والهـوى
يـرتَـجُّ من بـيـنِ الجوى ويُـذخـِّـرُ
ظـمـآنُ قـلـبـي والـمـحـبَّـةُ بـــذرةٌ
زُرِعـت على بــابِ الـفؤآدِ الأزهُــرُ
يـكفي بِـمِـديـتِـكِ البـريئةِ تـرتـوي
في كـلِّ يــومٍ تـهـمـةٌ تَــتــمَـغــوَرُ 5
إنَّ الـمـحـبَّـةَ زهــرةٌ لـو خـالـطـت
كـذبَ الحياةِ فـقـد تَـئِـنُّ وتـزفِــرُ
أوَّاهُ قـلـبـي والـقـلـوبُ تـبـعـثـرت
لــم يـشـتـكِ الآهَ بِـهــا لا يــغـــدِرُ
أنـا لـم أكـن في الحبِّ إلَّا شـمـعـةً
بِـيـديـكِ أنـتِ ســراجُـهـا يـتـنــوَّرُ
وخـيـالُـكِ الآتي يُـجـامِـلُ وحدتي
فَـبِـهِ أُخـبِّـيءُ وحـشـتـي أتــنـكَّــرُ
حتى إذا غـابَ الـخـيــالُ أُعـيــدُهُ
من حـيـثُ كانَ الحبُ فيهِ يـزخَـرُ
هل من دواءٍ كـي أزيـدَ مـحـبَّـتـي
أو يـلـتـقي فـيكِ الـفـؤآدُ الأوقَــرُ
هل من سبيلٍ أنْ أُريكِ صـبـابَـتـي
وأشُـقُّ قـلـبـي في يـديـكِ وأنـحَـرُ
مـنـذُ اتَّـفـقـنــا والهوى عـهـدٌ عـلى
بـابِ الـفـؤآدِ فــلا يــزولُ ويُـنـكَــرُ
جـاءتـكِ أبـيـاتــي تــزيـدُ مـهـابَــةً
روحــي تُـدوِّنُ والـفــؤآدُ يُــعـبِّـــرُ
سـتـظـلُّ أشـعـاري بِـحبِّكِ شـمـعـةً
وأظـلُّ أكـتـبُ يـاسـعــادُ وأنــثُــرُ
ويظلُّ في فحوى القصيدةِ حُلمُـنا
بـدراً تـصـدَّرَ في السـمـا لايُـضـمَـرُ
مـاعِـيـبَ من زَمَـنٍ بِـهِ شِـعري أَنـا
فَـبـلاغـتـي فـيـهـا الـدُّنـا تـتـحررُ
أَرأيـتِ حـبَّــاً لايــمــوتُ شِـهـابُــهُ
أَرأيـتِ قـلـبـاً في الـلَّظى يـتَـزَهَّـرُ
أَرأيـتِ شِــعــراً لايَـكِــنُّ يــراعُــهُ
حتى إذا اندثَـرَ القصيدُ سـيظهَـرُ
فـأَنــا بِــحـبِّـكِ عــالــمٌ لايـنـتـهـي
فـيهِ الـمـحـبَّـةُ قـصَّـةٌ تــتَــصـدَّرُ
لي في الهوى طلبٌ يُكمِّلُ قصَّتي
أحـتـاجُ كـفَّـكِ فوقَ قلبي تـنـطُـرُ
1/ العِثيَرُ : الغبارُ
2/ القسوَرُ : الأسدُ ، ومن الغلمانِ القويُّ الشاب
3/ تتموَّرُ : أي تحرّكَ واضطرب
4/ يتسوَّرُ : أي جعلهُ سِواراً
ياسر محمد ناصر