كانَ أمّيّاً ذَكِيّاً
-------------
وَ أبي لمْ يدخلِ الكُتّابَ يوماً
كانَ أمّيّاً ذَكيّاً
عاشَ كَدّاً واجتهادا
راحَ يسعى يحرُثُ الحقلَ رضيّاً
يعهدُ المرجَ بدفءٍ
يكلفُ الكرمَ بحُبٍّ
باتَ للبيتِ اعتمادا
وأزالَ الصّخرَ من وادٍ وسفحٍ
غرسَ الأشتالَ يرويها بدلوٍ
صارتِ الأفنانَ للجذرِ امتدادا
شقَّ تلماً بخريفٍ أو ربيعٍ
وظَّفَ الفأسَ لعزْقٍ
وارتأى المحراثَ للأرضِ العمادا
عاشقاً حُلماً عريضاً
بالحِمى
مستصلحاً وعر البراري
وسَّعَ المزروعَ بقلاً واستزادا
حسّنَ الأشجارَ تركيباً فنوعاً
قلَّمَ الزيتونَ أوفى موسماً
أوفى رخاءً فاقتصادا
زرعَ المقثاةَ بِطّيخاً وحرصاً
كانَ فلّاحاً أصيلاً
قد أبى قهراً وذُلّاً
ردَّ قيداًوانقيادا
راقَ حرْثاً
طابَ نكشاً
صالَ عَزْقاً
كانَ انتاجاً وجَنْياً
منجلاً هامَ الحصادا
مَلَأَ الدّنيا حياةً وابتهاجاً
حقّقَ المنشودَ يرجو والمُرادا
صامَ صلّى
قام ليلاً
مستهمّاً شدَّ سرْجاً
واعتلى صُبحاً جوادا
حرَّضَ الجمعَ التزاماً والتحاماً
داعياً ربّاً قديراً
واثقاً حثَّ الخطى
مستبسلاً أذكى العِبادا
وغيوراً
زادَ مِلكاً صانَ طُهراً
رفضَ الأغرابَ يغزونَ البلادا
يسلبونَ الخبزَ جهراً
قَطْرةً تُروي ونهراً
يُفرغونَ الدُورَ من أهلٍ بها
كانوا القرى
كانوا الفرادى
ما توانى
يرتئي المقدامَ عيناً
دنيوياً مثلَ شيخٍ
يُعلنانِ الإتحادا
ذا أبي كانَ الفلسطينيَّ وجهاً
ملحَ أرضٍ
شوكَ صَبارٍ وعِرضٍ
كم يُلبّي صوتَ فرضٍ
ركَّبَ الغرسَ العِنادا
عَفَويِّاً قاومَ المُحتلَّ نهجاً
أغلقَ المحتلُّ أفقاً
مهلِكاً حرْثاً ونسلاً
كانَ للبطشِ العتادا
مُرسلاً للتيهِ شعباً باعثاً للغورِ طفلاً
مُخلياً بالقصفِ قصراً أومهادا
وأبي الأميُّ صخرٌ ما تراخى
ما تولّى
صامداً في البيتِ يحيا
يحرسُ الجذعَ اعتقاداً
يكتسي الضادَ اعتدادا
حسين جبارة أب 2017
-------------
وَ أبي لمْ يدخلِ الكُتّابَ يوماً
كانَ أمّيّاً ذَكيّاً
عاشَ كَدّاً واجتهادا
راحَ يسعى يحرُثُ الحقلَ رضيّاً
يعهدُ المرجَ بدفءٍ
يكلفُ الكرمَ بحُبٍّ
باتَ للبيتِ اعتمادا
وأزالَ الصّخرَ من وادٍ وسفحٍ
غرسَ الأشتالَ يرويها بدلوٍ
صارتِ الأفنانَ للجذرِ امتدادا
شقَّ تلماً بخريفٍ أو ربيعٍ
وظَّفَ الفأسَ لعزْقٍ
وارتأى المحراثَ للأرضِ العمادا
عاشقاً حُلماً عريضاً
بالحِمى
مستصلحاً وعر البراري
وسَّعَ المزروعَ بقلاً واستزادا
حسّنَ الأشجارَ تركيباً فنوعاً
قلَّمَ الزيتونَ أوفى موسماً
أوفى رخاءً فاقتصادا
زرعَ المقثاةَ بِطّيخاً وحرصاً
كانَ فلّاحاً أصيلاً
قد أبى قهراً وذُلّاً
ردَّ قيداًوانقيادا
راقَ حرْثاً
طابَ نكشاً
صالَ عَزْقاً
كانَ انتاجاً وجَنْياً
منجلاً هامَ الحصادا
مَلَأَ الدّنيا حياةً وابتهاجاً
حقّقَ المنشودَ يرجو والمُرادا
صامَ صلّى
قام ليلاً
مستهمّاً شدَّ سرْجاً
واعتلى صُبحاً جوادا
حرَّضَ الجمعَ التزاماً والتحاماً
داعياً ربّاً قديراً
واثقاً حثَّ الخطى
مستبسلاً أذكى العِبادا
وغيوراً
زادَ مِلكاً صانَ طُهراً
رفضَ الأغرابَ يغزونَ البلادا
يسلبونَ الخبزَ جهراً
قَطْرةً تُروي ونهراً
يُفرغونَ الدُورَ من أهلٍ بها
كانوا القرى
كانوا الفرادى
ما توانى
يرتئي المقدامَ عيناً
دنيوياً مثلَ شيخٍ
يُعلنانِ الإتحادا
ذا أبي كانَ الفلسطينيَّ وجهاً
ملحَ أرضٍ
شوكَ صَبارٍ وعِرضٍ
كم يُلبّي صوتَ فرضٍ
ركَّبَ الغرسَ العِنادا
عَفَويِّاً قاومَ المُحتلَّ نهجاً
أغلقَ المحتلُّ أفقاً
مهلِكاً حرْثاً ونسلاً
كانَ للبطشِ العتادا
مُرسلاً للتيهِ شعباً باعثاً للغورِ طفلاً
مُخلياً بالقصفِ قصراً أومهادا
وأبي الأميُّ صخرٌ ما تراخى
ما تولّى
صامداً في البيتِ يحيا
يحرسُ الجذعَ اعتقاداً
يكتسي الضادَ اعتدادا
حسين جبارة أب 2017