الأربعاء، 28 مارس 2018

الطيبون // بقلم الكاتب // محمد بركل حبش

''قصة قصيرة '' بعنوان 

                   '' الطيبون  ''

كانت هذه المرة الأولى التي ادخل فيها قسم غسيل الكلى في مستشفى الجامعة بحلب حيث كنت مرافقاً والدي لاجرا غسيل للكلى  إذ قرر الأطباء إنه بحاجة إلى غسيل الكلى مرتين في الأسبوع  .
تمدد والدي على السرير وقام الخبير الفني بإيصال الجهاز  بساعد والدي وتشغيله بقيت بجانب والدي اراقبه امسد له قدميه وأقدم  له ما يحتاجه ما إن مرت  عشرون دقيقة حتى توقف الجهاز عن العمل وبدأ يصدر إنذار احترت ماذا أفعل     نظرت حولي مربكا لا أدري ماذا أفعل , لاحظ المريض الذي كان سريره على يمين سرير الوالد 
ارتباكي وحيرتي  فقال لي  وهو يشير إلى سيدة جالسة    هناك : خبر أم مازن .
مضيت إلى السيدة  لاخبرها إن الجهاز قد توقف عن العمل
وعندما وصلت إليها رأيت سيدة في غاية الحشمة والأدب تلبس جلباب أسود وقد غطت أكثر من نصف وجهها  جالسة على كرسي وكتاب في يدها كدت اثور عليها إذ كيف لممرضة أن تتسلى بالمطالعة أثناء عملها .
لكن الشهادة لله هذا المشهد ذكرني بقصيدة لنزار قباني  إذ يقول :
في جواري اتخذت مقعدها
                               كوعاء الورد في اطمئنانها
وكتاب ضارع في يدها
                         يحصد الفضيلة من إيمانها
 فطلبت منها المساعدة وقامت من مقعدها وتركت كتابها      ودنت من الجهاز ونكشت هذا الزر وذاك الزر إلى أن عمل الجهاز .شكرتها ابتسمت لي و قدمت لي قطعة بسكويت وقالت لا بأس  إن حدث شيء خبرني ثم عادت إلى مقعدها وتناولت الكتاب وبدأت بالمطالعة  كنت المح عينيها فقط كان النقاب يغطي وجهها سوى العينين  
بعد قليل ناداها المريض الذي كان سريره على يمين سرير الوالد .
أم مازن أم مازن .
فجاءت أم مازن وقامت بتشغيل الجهاز وابتسمت ثم عادت إلى مقعدها لتتابع مطالعتها للكتاب .
ومرة أخرى تعطل الجهاز عند والدي فناديتها وجاءت ثانية واصلحته ثم عادت إلى مطالعتها .
وبعد قليل تعطل الجهاز الذي يقع على يسار سرير والدي فنادى الرجل على أم مازن  .وجاءت أم مازن واصلحت الجهاز   وجلست بجانبه وبعد عشر دقائق انتهت مدة غسيله فقامت بإزالة الوصلات والخراطيم والبست الرجل ثيابه . استغربت من ممرضة تلبس مريض ثيابه .وبقيت اراقبها حملت حقيبة الرجل وساعدته على الوقوف وجعلت الرجل يتكأ عليها راقبتها  ظننت إنها ستجلسه على أحد المقاعد لكنها كانت تسانده كأنه فرد من عائلتها وخرجت معه إلى خارج المشفى بعد أن قالا بصوت جهوري عليكم العافية يا جماعة .خرجت وراءهم اراقبهم  أشارت أم مازن إلى سيارة أجرة استقلا السيارة ومضيا .

بقلم : محمد بركل حبش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور