الثلاثاء، 27 فبراير 2018

لعبة القدر ( قصة ) // بقلم الكاتبة // امل ماغاكيان

قصة قصيرة جدا 
لعبة القدر 

فتحت رجاء نوافذ ذاكرتها الخريفية ، راحت تستغرق بأزقة 
الماضي البعيد ، مارة بحرائق العمر ، توقفت عند لحظة بحثها 
عن الحياة ، عندما كانت تجول بربيع العمر ، جالسة بمحطة 
القطار ، منتظرة قدومه ، حالمة بالسفر نحو الضياء وبلاد 
الجمال .
تعثرت انفاسها حينذاك بعالم اَثار مهيب ، كانت تظنه عازف 
ماهر ، يجيد العزف على الأوتار ، اختلط الأمر عليها ، تضبب 
حينها الزمان والمكان .
فكلاهما متشابهان بالأنامل والاِقتدار ، ولكن بعد وقت طويل 
ادركت الخديعة ، وأنه شتان مابين هذا وذاك .
عادت رجاء لرشدها ، راحت تبكي وتضحك باَن واحد ، وكأن 
الطير على رأسها . تنهدت وشردت ، حدقت بنظرتها الطويلة 
نحو اَخر الأفق والمدى. كغزالة جريحة ، أتعبها القر والانصهار 
هي تعلم منذ زمن طويل ، أنها وقعت فريسة سهلة ، للمصيدة 
الأثرية.
أغلقت رجاء النوافذ والستائر ، وجلست في ركن قصي ، في 
اَخر السرداب . راحت تكمل احتساء قهوتها ، على أنغام 
بيتهوفن ، ساخرة من الضباب ، ومن لعبة الأقدار  .

                      أمل ماغاكيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور