قصة قصيرة جدا
لعبة القدر
فتحت رجاء نوافذ ذاكرتها الخريفية ، راحت تستغرق بأزقة
الماضي البعيد ، مارة بحرائق العمر ، توقفت عند لحظة بحثها
عن الحياة ، عندما كانت تجول بربيع العمر ، جالسة بمحطة
القطار ، منتظرة قدومه ، حالمة بالسفر نحو الضياء وبلاد
الجمال .
تعثرت انفاسها حينذاك بعالم اَثار مهيب ، كانت تظنه عازف
ماهر ، يجيد العزف على الأوتار ، اختلط الأمر عليها ، تضبب
حينها الزمان والمكان .
فكلاهما متشابهان بالأنامل والاِقتدار ، ولكن بعد وقت طويل
ادركت الخديعة ، وأنه شتان مابين هذا وذاك .
عادت رجاء لرشدها ، راحت تبكي وتضحك باَن واحد ، وكأن
الطير على رأسها . تنهدت وشردت ، حدقت بنظرتها الطويلة
نحو اَخر الأفق والمدى. كغزالة جريحة ، أتعبها القر والانصهار
هي تعلم منذ زمن طويل ، أنها وقعت فريسة سهلة ، للمصيدة
الأثرية.
أغلقت رجاء النوافذ والستائر ، وجلست في ركن قصي ، في
اَخر السرداب . راحت تكمل احتساء قهوتها ، على أنغام
بيتهوفن ، ساخرة من الضباب ، ومن لعبة الأقدار .
أمل ماغاكيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لكم مع تحياتنا القلبية بعبق الزهور